التصنيفات
طب

فوائد الرضاعة الطبيعية واهميتها

 

فوائد الرضاعة الطبيعية واهميتها

السؤال عن أهمية الرضاعة الطبيعية هو أول ما يتبادر إلى ذهن أي أم وضعت طفلها حديثاً، رغبةً منها بتلبية احتياجات طفلها الغذائية على أكمل وجه. وهو ما سنتحدث عنه في مقالنا اليوم، ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل؟ هل لها آثار سلبية على طفلك؟ متى عليكِ الامتناع عن إرضاع طفلك؟

ما هي الرضاعة الطبيعية

نقصد بالرضاعة الطبيعية اعتماد الطفل الرضيع على حليب الأم في غذائه، حيث يوصي الكثير من الخبراء وأطباء الأطفال والجهات المعنية بطب الأطفال مثل الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأهميتها خلال الأشهر الستة الأولى من حياة الطفل.

يعتمد عدد المرات التي عليك إرضاع طفلك فيها على رغبة طفلك، فبعض الأطفال يفضلون الوجبات الصغيرة المتكررة بينما يفضل البعض الآخر الوجبات الطويلة. وبشكلٍ وسطي ترضع أغلب الأمهات أطفالهن مرة كل 3-4 ساعات، ولمدة 10-20 دقيقة في كل مرة.

فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل:

تشكل الرضاعة الطبيعية للطفل أفضل مصدر للتغذية على الإطلاق، حيث يعتبر حليب الأم مثالي لنمو الطفل لما يوفره من بروتينات وفيتامينات ودهون تلبي حاجاته الغذائية، كما يحتوي حليب الأم على الأضداد المناعية التي تقي الطفل من الإصابات الفيروسية والجرثومية. إضافة لذلك، يمتاز حليب الأم بسهولة هضمه وامتصاصه.

أيضًا، تقلل من خطر إصابة طفلك بأمراض الحساسية والربو، كما تقلل من نوبات الإسهال وتخفف من الحاجة لعيادة أطباء الصدر والجهاز التنفسي.

من جهةٍ أخرى، أثبتت العديد من الدراسات الحديثة العلاقة بين الرضاعة الطبيعية وارتفاع درجات الذكاء عند الطفل في مرحلة الطفولة المتأخرة.

كما يجدر بالذكر أنَّ التواصل البصري والتقارب الجسدي بين الأم والطفل خلال الرضاعة الطبيعية يمنح الطفل الشعور بالأمان والطمأنينة.

إضافة لما سبق، تقي من متلازمة موت الرضيع المفاجئ ومن العديد من السرطانات، وتقلل خطر الإصابة بالسمنة أو السكري عند الطفل.

فوائد الرضاعة الطبيعية للأم:

  • تتجلى فوائد الرضاعة الطبيعية للأم بعدّة نقاط، ألا وهي:
  • تساعد على إنقاص وزن الأم بما تحرقه من سعرات حرارية إضافية.
  • تقلل خطر الإصابة بهشاشة العظام.
  • تقي من الإصابة بسرطان المبيض والثدي.
  • تقلل من نزف الرحم بعد الولادة.
  • وأخيراً، تزيد من إفراز الأوكسيتوسين الذي يساعد الرحم على العودة لحجمه الطبيعي.

هل يحصل طفلك على حاجته من الرضاعة الطبيعية:

لفهم ذلك، عليك أولًا إدراك مراحل صنع الحليب في الثدي، والتي تقسم بشكل أساسي لثلاث مراحل هي:

  • المرحلة الأولى: الحليب الأولي “اللبأ” وتستمر في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، ويكون الحليب “اللبأ” في هذه المرحلة سميك، مائل للصفرة، قليل الكمية، إلا أنه يكفى لإمداد طفلك بحاجته الغذائية ويساهم في تطوير جهازه الهضمي وتحضيره لهضم وامتصاص الحليب.
  • المرحلة الثانية: ويسمى الحليب في هذه المرحلة بالحليب الانتقالي.
  • المرحلة الثالثة: وعندها يبدأ الثدي بإنتاج الحليب الناضج، وذلك بعد 10-15 يوم من الولادة. والذي يحوي على كامل العناصر الغذائية اللازمة لنمو طفلك.

وبناءً على ذلك، يمكننا القول أنّه من الطبيعي أن يفقد الطفل القليل من وزنه في الأيام القليلة التالية للولادة. ولتقييم ما إذا كان طفلك يحصل على حاجته اليومية من الغذائية يجب الانتباه لثلاث نقاط مهمة هي:

  • يخسر الطفل أكثر من 7% من وزنه خلال الأيام الأولى (3-4 أيام).
  • الحصول على 6 حفاضات مبلله على الأقل يومياً عند بلوغه 7-10 أيام.
  • أن يبدو الطفل جائعا كل 3-4 ساعات.

كيف تعلمين أن طفلك جائع؟

يبدي الأطفال الرضع بعض السلوكيات التي تدل على أنهم جائعين مثل:

  • إخراج ألسنتهم ولعق شفاههم.
  • تحريك الطفل لرأسه وفمه بحثًا عن ثدي الأم.
  • وضع الطفل يده في فمه.
  • محاولة مص الأصابع والأشياء.

متى يجب الامتناع عن إرضاع الطفل طبيعيا

هنالك القليل من الحالات والأمراض التي يجب فيها إقاف الرضاعة الطبيعية للطفل واستبدالها بالحليب الصناعي أو الغذاء الصلب بحسب عمر الطفل، هذه الحالات هي:

  • في حال إصابة الأم بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز)، حيث يمكن للفيروس أن ينتقل للطفل عبر الحليب في الرضاعة الطبيعية.
  • مرض سل نشط غير معالَج عند الأم.
  • تعرّض الأم لجرعات من العلاج الكيماوي لمقاومة بعض أمراض السرطان.
  • تناول الأم لبعض الأدوية المعالجة لأمراض مثل الصداع النصفي أو التهاب مفاصل أو مرض باركنسون.
  • في حال إصابة الطفل بمرض عدم تحمل اللاكتوز، حيث يكون الأطفال المصابون بهذه الحالة غير قادرين على هضم سكر اللاكتوز الموجود بالحليب، نتيجة عوز بالأنزيمات الهاضمة.
  • تعاطي الأم للمواد المخدرة مثل الماريجوانا والكوكائين.

من هذا المنطلق، عليكِ استشارة طبيبك قبل البدء بإرضاع طفلك في حال كنتِ تتناولين أيًا من الأدوية السابقة أو الأدوية المزمنة عمومًا، كما يتعيّن عليكِ الانتباه لتقبُّل طفلك للحليب ونموه.

وعلى خلاف المعتقَد، لا تمتنعي عن إرضاع طفلك عند إصابتك بأمراض الأنفلونزا ونزلات البرد، حيث لن يتسبب حليب الثدي بنقل العدوى للطفل، وعلى العكس، تساهم الرضاعة الطبيعية في نقل الأضداد المناعية للطفل وحمايته كما ذكرنا آنفًا.

الآثار السلبية للرضاعة الطبيعية على الأم:

قد تعود الرضاعة الطبيعية على الأم ببعض الأمراض والآثار السلبية، مثل:

  • التهاب حلمة الثدي.
  • الحلمات الجافة والمتشققة.
  • التهاب الثدي الجرثومي.
  • احتقان الثدي.
  • الضغط العصبي والتوتر.
  • القلق بشأن عدم كفاية الغذاء للطفل.

لذا عليك الاتصال بطبيبك وأخذ استشارته في الحالات التالية:

  • في حال أصبح الثدي منتفخ، أحمر اللون، قاسي ومؤلم بشدة.
  • نزف أو إفرازات غير عادية من الثدي.
  • طفلك لا يحصل على كفايته من الحليب أو لا يكسب وزنًا مناسبًا.

إلى هنا نكون قد وصلنا لختام مقالنا حول الرضاعة الطبيعية وأهميتها للطفل والأم، وتحدثنا عن آثارها السلبية على الأم وعن الحالات التي يجب فيها زيارة الطبيب واستشارته. متمنين لكم دوام الصحة والعافية.